دام برس:
وتابع السيد نصرالله: في الأيام القليلة الماضية حصلت إنجازات كبيرة في القلمون، وخصوصا مع انجازات صباح اليوم، أستطيع أن أقول: القمم العالية والجبال الشامخة أصبحت كلها تحت سيطرة الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة، وأصبحت لديهم السيطرة المطلوبة والكافية بالنار على مختلف بقية الجرود من تلك الجهة. في جرود عرسال، حصل في الأيام الماضية هذا التقدم الكبير، ولحقت هزيمة حقيقية ونكراء بجبهة النصرة. هناك بعض الناس في لبنان يحاولون مساعدة جبهة النصرة معنويا، نفسيا، إعلاميا، يستنهضونها، ولكن انتهى الموضوع، هذا المسار مستمر". وأردف: "ما أريد قوله ان المعركة مع داعش في القلمون قد بدأت وفي السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية. هم بدأونا بالقتال، لا مشكلة، لكن نحن سنواصل هذه المعركة. نحن مصمون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا، مهما غلت التضحيات، وهذا بالنسبة لنا أمر محسوم. حدة المعارك، حجم التضحيات، التوهين الإعلامي، التواطؤ الإعلامي، الضغط الذي يحصل هنا وهناك، ما تسمعونه من هنا وهناك، ليس جديدا. في كل يوم، ومع كل شهيد يرتفع إلى ملكوت الله سبحانه وتعالى، نحن نؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة والقاطعة في أننا لن نقبل بعد اليوم ببقاء أي إرهابي أو تكفيري في حدودنا وجرودنا وعلى مقربة من قرانا. وأنا أؤكد لكم أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء، المسألة هي مسألة وقت، ونحن كما قلت في أكثر من مناسبة، لسنا مستعجلين، نحن نعمل بالهدوء المطلوب لنحقق هذا الهدف وهذه الغاية. عندما يمتلك أحدنا أو بعضنا الإرادة والعزم والحزم، وأيضا يملك القدرة والتوكل والثقة، ولديه مثل هؤلاء المجاهدين الأبطال، بالتأكيد لا يجوز أن تتطلع عيناه إلا إلى النصر الآتي".
شخصية الإمام الخامنئي
وقال نصرالله: "إن شخصية الإمام الخامنئي متعددة الأبعاد نظرا للمواقع التي يتولاها ومنها مرجع التقليد حيث يرجع إليه ملايين المسلمين في العالم ويعملون طبق فتاواه في المسائل الحياتية، وهذا يعني انه حسب شروط التقليد يجب أن يكون الأعلم إضافة إلى شروط العدالة وغيرهما، وعلى درجة عالية من الفقاهة وإحاطة علمية واسعة ذات صلة بالاجتهاد الفقهي". أضاف: "هذا الجانب يمكننا أن نتعرف عليه في فتاواه، أو في محاضراته مع طلابه، وخلال مناقشاته ولا سيما حول المسائل المستحدثة. إضافة إلى موقعه كمرجع تقليد يشغل الإمام الخامنئي موقع قائد الجمهورية الإسلامية في إيران أي أنه القائد والولي الفقيه، ولي الأمر هذا الموقع سيستلزم شرط الكفاءة والشجاعة، الكفاءة القيادية وقيادة الدولة لأنه ولي أمر الأمة، وهذه الشجاعة تحتاج إلى معرفة سياسية واسعة، وتجربة حياتية متنوعة، وإلى قدرة على معرفة العدو والصديق وكشف المؤامرات ومعرفة التهديدات والفرص". وتابع: "الإمام الخامنئي يتحمل مسؤوليات تنوء تحتها الجبال، وقد تسلمها بعد رحيل الإمام الخميني، وفي أصعب الظروف التاريخية في العقود الماضية وما يواجهه الإسلام والأمة الإسلامية والصعوبات والعقوبات على الجمهورية الإسلامية وقد واجه الإمام الخامنئي هذه التحديات ومعه صارت إيران دولة تسير في ركب التطور على المستويات السياسية والعلمية والتكنولوجية والإقتصادية". وأكد الحاجة الى "المواكبة والتزود"، لافتا الى "الحصار الإعلامي العربي والغربي الشديد لايران منذ تسلم الإمام الخميني وإلى اليوم، ومنها إغفال هذه الوسائل لخطب الإمام الخامنئي أو عرضه بشكل مجتزأ". وأشار الى أنه "مرجع وقائد يشغل المنطقة بمواقفه، أما الجانب الفكري عنده فيجب تسليط الضوء عليه أكثر"، لافتا إلى اهتمامات الإمام الخامنئي "منذ صباه بالعلوم غير الحوزية، من قراءة للتاريخ والأدب، والشعر والروايات، في إطار الثقافة الشيعية الخاصة، أو الإسلامية العامة، وبمؤلفات أهل السنة معرفة واسعة". وتحدث عن "الاهتمام الثقافي الواسع عند الإمام الخامنئي، وتمضيته ساعات في معرض طهران للكتاب سائلا عن آخر الإصدارات والمؤلفين، وكل ما يتعلق بالمعرض والكتاب، إضافة إلى لقاءاته السنوية مع أهل العلم والأدب، والفن السنمائي، والأساتذة الجامعيين"، معتبرا أن هناك "قلة من القادة السياسيين في العالم الذين لديهم هذا الاهتمام، والمتابعة لقضايا الفكر والثقافة".
ولفت إلى قضايا الحريات، والمرأة، والعلاقات الأسرية، والعلاقات الزوجية، والدولية، والحرب، والسلم، مشيرا الى أنها "من صميم قضايا الإسلام". كما لفت إلى "محاولة البعض إنكار أساسيات في الإسلام وبعضها مما أجمع عليه علماء المسلمين عبر التاريخ"، مؤكدا أن "الإمام الخامنئي لا يخضع لأي هيمنة ثقافية تأتي من هنا وهناك وتتعارض مع فكره الإسلامي". وقال: "إن الأمة تحتاج إلى مفكرين كبار للعمل على حل مشاكلها المعاصرة لأن كثيرا من الفلاسفة والمحققين ومؤلفاتهم، مع تقديرنا لها، فإنها تختص بذلك الزمن. من هنا نحتاج الى مفكر إسلامي حي خصوصا في المرحلة التي تواجهها أمتنا من تحديات وفي الصراع الدائر حاليا. إن المعالجة السياسية لا تكفي بل إنها تحتاج إلى معالجة فكرية وثقافية لمواجهة ما يعمل له الآخرون من فرض بقوة السلاح والذبح والدم لآرائهم في المنطقة. وللأسف، إن إسلام اليوم في ظل ظروف ووهن الأمة وتمزقها نقلنا إلى حال الدفاع عن هذا الإسلام. إضافة إلى السلوكيات المنحرفة والمتوحشة التي تجري باسم الإسلام وأدت إلى تشويهه". ودعا إلى "قراءة فكر الإمام الخامنئي بمعزل عن الاختلاف مع فكره بسبب وجود مساحة واسعة بين المذاهب الإسلامية للنقاش والتلاقي". ولفت إلى "مؤلفات السيد المرحوم محمد باقر الصدر في الماركسية والاقتصاد والفلسفة والبنوك، استفاد منها المسلمون بكل مذاهبهم ولا سيما في مجال رؤيته الاقتصادية والبنوك، حيث استفاد منها الشيعة والسنة". |
||||||||
|