Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_6fnhu0efrlgk5477apdrceo3l2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
الرد الإيراني وآثاره المعنوية في المنطقة.. بقلم: جو غانم

Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 04 أيار 2024   الساعة 12:02:02
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الرد الإيراني وآثاره المعنوية في المنطقة.. بقلم: جو غانم
دام برس : دام برس | الرد الإيراني وآثاره المعنوية في المنطقة.. بقلم: جو غانم

دام برس:

سال حبر كثير منذ الاعتداء الإسرائيلي الآثم على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء السوريين والإيرانيين، بينهم ضباط رفيعو الرتب في الحرس الثوري الإيراني، ورفيعو المقام في قيادة المقاومة وإدارتها في عموم المنطقة ضد هذا العدو.
ولم ينخرط المختصون في الشؤون العسكرية أو السياسية بهذا الأمر وتداعياته وما سيليه وحدهم فحسب، بل انشغل عموم الناس أيضاً في التحليل والترقب وتداول الأسئلة والأخبار، فبين تواقٍ إلى الرد ومؤمن بحتميته وبقدرة إيران على رد الصاع صاعين لهذا العدو، مع الإسهاب في ذكر وشرح كل المعطيات والوقائع والمؤشرات التي تؤيد فكرته هذه، سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو في الجلسات الأهلية التي تحول هذا الحدث إلى موضوعها الرئيسي لأكثر من 10 أيام، وهؤلاء ينتمون في أغلبهم إلى بيئة المقاومة في المنطقة، وإلى شريحة من المراقبين الذين يتمتعون بالرصانة والقدرة على قراءة الأحداث بشكل جيد أو حيادي، وبين شامتٍ يرى عجز إيران، ومحور المقاومة كله، عن الرد، ويؤكد عدم وجود رغبة في الرد من الأساس، وهؤلاء ينقسمون إلى عدة شرائح، فإما هم من أعداء المقاومة وخصومها في المنطقة، وهؤلاء تقودهم آمالهم وأمانيهم لا أكثر، وإما مؤمنون بالقدرة الخارقة لكيان الاحتلال و"جيشه الذي لا يُقهر"، ومن خلفه إمبراطورية السطوة والقهر و"القدرة الكلية"، أميركا، ولا يحيدون عن هذا الإيمان قيد أنملة مهما حدث.
وثمة شريحة ثالثة يمكن إدراجها ضمن التنصيف المبدع للإمام علي بن أبي طالب: "أتباع كل ناعق"، ممن شقت لهم أنظمتهم الحاكمة المتحالفة مع العدو وإعلامها وأبواقها دروب العقل ومساربه من دون أدنى رغبة منهم في التدخل وإجراء بعض المحاكمات العقلية المنطقية الخاصة. وقد أوكلت لهؤلاء، دوماً، مهمة الضجيج والصخب الذي يرافق أي حدث أو يليه بهدف تشتيت أفكار أهل وبيئة المقاومة وحرفها عن مسارها الصحيح.
وقد كان كل من سبق حاضرين وناشطين بقوة في الواقع الاجتماعي وفضاءاته الإلكترونية منذ ساعة الاعتداء يوم الاثنين الأول من شهر نيسان/أبريل لغاية ليل يوم الأحد المشهود، في 14 منه.
أما على ضفة العدو و"مجتمعه" الاستيطاني، فقد كان للنقاش صدى وتداعيات اتسمت بصفة غالبة، هي الذعر والخوف الشديد من تبعات الحدث وما سوف يجلبه على الكيان المتهالك والمُنهك أصلاً منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول المجيد، والذي يبحث عن أي شُبهة "نصر" بين جرائمه التي تقوده من هزيمة إلى أخرى، ومن ورطة إلى أكبر.
جاء الرد الإيراني، التاريخي بكل المقاييس، ليكشف الكثير من نوازع النفوس على الضفاف كافة، ويمكن القول إن الفترة الممتدة ما بين لحظة الاعتداء على القنصلية في دمشق، وصبيحة الرد الإيراني والساعات التي تلته، كانت واحدة من أبلغ وأعظم حصص "الحرب النفسية" متعددة الاتجاهات والأهداف في التاريخ الحديث.
وإذا كان المحللون العسكريون والسياسيون قد أشبعوا الحدث دراسةً وتمحيصاً، فإن ما يهمنا هنا هو الكشف عن القليل من ذلك الأثر العظيم والبالغ الذي تركه الهجوم الإيراني على كيان الاحتلال الغاصب في نفوس المظلومين من أهل فلسطين قبل أي طرف أو شرائح أخرى، وأهل المقاومة في المنطقة عموماً، كما في نفوس "المجتمع" الصهيوني الذي يعتقد بأن تفوقه العسكري وقدرته على العدوان والقتل والتدمير هما علة وجوده وضمانة بقائه.
لعل الأفضل والأصح دوماً أنْ نبدأ من فلسطين، فهناك الهدف والغاية، وهناك الظلم والقهر والمقاومة وحكاية البسالة ومنقطعة النظير، لكن مشهداً إنسانياً بليغاً يدفعنا إلى البدء من حيث انطلقت تلك الصواريخ والطائرات المسيرة المباركة؛ إنها صورة عامل النظافة الإيراني البسيط الذي كان يجوب شوارع طهران تلك الليلة، يقوم بعمله كالمعتاد، عندما عرض عليه أحد المواطنين الحلوى، احتفالاً بانطلاق الصواريخ باتجاه الكيان الغاصب.
ولعل في تلك اللهفة المفاجئة التي غيرت ملامح ذلك العامل الفقير، ودموعه التي انهمرت دون سابق إنذار، وذاك الدعاء الطويل الذي خص به أهل فلسطين ومظلوميها، ما يختصر حالنا جميعاً، ويعكس صورتنا طوال سنوات سبقت الهجوم، وصورتنا عند لحظة وقوعه، وما تلاها.

قبل كل شيء، أتى الهجوم الإيراني بتلك الطريقة العبقرية المُعقدة التي شهدناها، والعالم أجمع، على الهواء مباشرةً، ليفتتح عهداً جديداً في طريقة تفكير الملايين من أهل المنطقة حول هذا الصراع برمته، فبعد عقود طويلة من التفوق العسكري الذي حرصت غالبية حكومات العالم على تحقيقه لدى كيان الاحتلال، والتغطية السياسية التي سمحت لمجرميه أن يتركبوا ما يشاؤون من مجازر واعتداءات في فلسطين والمنطقة وفي كل مكان وصلت إليه أيديهم الملطخة بالدماء، حتى كاد الكثير من العرب يعتقدون أنهم يواجهون "قدراً" لا راد له، وأن الانتصار على هذا الوحش أمر أقرب ما يكون إلى "العنقاء والخل الوفي"، جاءت الصواريخ والمسيرات الإيرانية لتحول هذا الكيان خلال ساعة واحدة إلى جرذ مرتعد لا يجد مكاناً يختبئ فيه، وإلى ذئب ضعيف خائف يستجدي كل ضباع المنطقة أن تزود عنه وتحميه.
لقد شهدنا حقيقة هذا الكيان كما أخبرنا عنها السيد حسن نصر الله بعد حرب تموز 2006 بأفضل صورة ممكنة، لا بل إن حال قادته ومستوطنيه أثناء الهجوم وبعده، والصور التي وردت من المستوطنات والأراضي المحتلة، حولت هذا الكيان إلى مادة للسخرية ليس لدى أهل المقاومة فقط، بل حتى في صفحات ناشطين ومواطنين عاديين من شتى أنحاء العالم.

إن كسر صورة "الكيان القوي" بتلك الطريقة الواضحة أمام العالم أجمع، وخصوصاً أمام المظلومين في فلسطين ومحيطها، كانت أول نتيجة للهجوم على هذا الصعيد. لقد أسقطت الضربة حاجزاً نفسيا كبيراً وشاهقاً لدى الكثير من أهل المنطقة، وبات أهل المقاومة الذين لطالما آمنوا بحتمية الانتصار على هذا الكيان، وواكبوا وراقبوا عمل المقاومة في فلسطين والإقليم لسنوات طويلة وصدقوا وعود وأقوال قادتها أكثر ثقة وإيماناً من أي وقت مضى بصوابية خياراتهم ومبادئهم وانتمائهم وحتمية تحقيق أهدافعم وآمالهم.
من جهة موازية، استطاع الإيرانيون وحلفاؤهم خلال الفترة ما بين الاعتداء والرد أنْ يُظهروا براعة محور المقاومة في إدارة الصراع، فقد شهدنا جميعاً مدى التخبط على جبهة الأعداء، من "تل أبيب" إلى واشنطن وكل العواصم التابعة في المنطقة والعالم، من دون أنْ يتمكنوا من معرفة ما ستفعله طهران تحديداً، إلى أنْ أعلنت بكل وضوح أنها سوف ترد تلك الليلة، ليأتي الرد، في شكله وطريقته، مغايراً لجميع التوقعات والاستنتاجات والسيناريوهات التي وضعها هؤلاء.

وقد انعكست تلك الطريقة في إدارة الحدث وإتمامه على نفوس أهل المنطقة لتزيد الثقة بقدرات محور المقاومة من جهة، ولتكشف لهم عن المزيد من هشاشة الكيان وتخبط المحور المعادي، ولتحبط من جهة مقابلة نفوس وعزائم مستوطني الكيان الذين بدأ الآلاف منهم بالفعل بمغادرة الأراضي الفلسطينية هرباً من مصير أسود.
وفي حسابات الصراعات، تلك أبرز الدلائل التي تقود إلى نتائج واضحة. والخلاصة هنا كما بات يراها أهل المقاومة، هي أن الكيان هُزم نفسياً، كما هُزم عسكرياً، مرتين خلال أقل من 200 يوم.
ومن فضائل المقاومة هنا أن الرد الإيراني بشكله العظيم هذا أتى في زمن "طوفان الأقصى"، أي بينما تقود المقاومة الفلسطينية معركة تاريخية أدخلت الكيان في أنفاق عسكرية وسياسية واجتماعية، بل ووجودية في النتيجة، لا تُعد ولا تُحصى.
ومن فلسطين، أتت مشاهد الصواريخ والمسيرات التي سجلها الفلسطينيون وهي تدك مواقع العدو مع هتافات التكبير والتهليل لتكشف عن الأثر الذي أحدثه هذا الفعل المقاوم في نفوس أهلنا هناك. ولعل الفلسطينيين كانوا أكثر الشرائح نشاطاً في وسائل التواصل الاجتماعي خلال تلك الساعات وأكثرهم فرحاً، فهي من المرات النادرة في تاريخهم التي يشهدون فيها هذا الكم من الصواريخ والقذائف التي تتساقط فوق رؤوس الأعداء العاجزين، وهم الذين اعتادوا تلقي تلك الصواريخ والقذائف من هذا العدو على مدى 80 عاماً.

لقد شهد أهل فلسطين هذا الكيان وهو يرتعد ويختبئ ويحشر مستوطنيه وقادته العسكريين والسياسيين في الملاجئ. لقد عاينوه وهو يختبر الرعب الذي ظن أنه سيده ومحتكره، وسمعوه وهو يستجدي الأميركيين وبعض العرب كي يدافعوا عنه ويتحملوا معه جرائر أفعاله الإجرامية، بل رأوهم بالفعل وهم يذودون عنه بصواريخهم وأنظمتهم الدفاعية الجوية الحديثة، دون جدوى.
لقد شهدوه، وشهدوهم، وهم في حالة العجز واليأس تلك، واستوعبوا تماماً كل الدلائل والإشارات التي تركها وسيتركها هذا المشهد على واقع وآفاق صراعهم مع المحتل، وسوف يبدأون فوراً بالبناء عليه وهم يرسمون خططهم التحررية.
وقد سجل العديد من أهل غزة أنها الليلة الوحيدة التي ارتاحوا فيها من أصوات الطائرات المسيرة المعادية التي كانت تجوب السماء فوق رؤوسهم كل ليلة لتصطاد الأبرياء. إذاً، ثمة روح جديدة هنا، وثقة بواقع جديد لا لبس فيه، وهو أن "الزمان المناسب" لإدخال هذا الكيان في عصر الرعب تمهيداً لإسقاطه، قد حل بالفعل، وأن لـ"طوفان الأقصى" أمواجاً هائلة لم تصل بعد، وهي لا بد واصلة.
لم يختلف الأمر في سوريا ولبنان والعراق واليمن، فقد عاشت تلك الشعوب ليلة عظيمة في تداعياتها وآثارها النفسية لجهة الإيمان بإمكانية النصر وحتمية هزيمة هذا العدو.
ولعل أفضل ما يمكن أنْ يقال هنا عن الدرس الذي صدره الإيرانيون لنا جميعاً في تلك الليلة هو أن مواجهة هذا العدو هي أجدى وأقصر طريقة للتحرر والنهضة، وأن وجوب عدم السكوت على جرائمه واعتداءاته وضرورة معاقبته فوراً على أي اعتداء يقوم به هو أفضل ما يمكن أنْ نفعله.
لقد استحوذ الإيرانيون على إعجابنا الكبير وغبطتنا، لكنهم أيضاً حفزوا تلك الأنفس التواقة إلى المبادرة والمواجهة واستعادة الحقوق بالقوة، وخصوصاً أن إخوتنا الإيرانيين الذين أضاؤوا لنا سماء فلسطين تلك الليلة، وأدخلوا الكيان في عتمة الخوف، قد أضاؤوا لنا أيضاً طريق العبور الأنسب والأوضح نحو الحرية. 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_6fnhu0efrlgk5477apdrceo3l2, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0