دام برس :

لم يكن قرار حكومة البحرين بإسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم مجرد قرار داخلي ظالم بحق مواطن يتمتع بحقوق وواجبات بل كان قرار بتدخل خارجي سعودي حيث لم يكتفي حكام آل سعود بتدخلهم بالشأن السوري ودعمهم المجموعات الإرهابية المسلحة على مختلف مسمياتها وسفكهم للدم السوري تحت عناوين مختلفة ولم يكتفوا بقصفهم للمدن اليمنية الآمنة بحج مختلفة كما أنهم لم يكتفوا بدخول قواتهم إلى البحرين وقمعهم للحريات فقد قرر حكام آل سعود اسقاط الجنسية عن احد رموز الشعب البحريني.

كل ذلك وسط صمت دولي ودعم من واشنطن ومن يدور في فلكها حيث اكتفت الامم المتحدة بالتعقيب على القرار البحريني بالقول بأن  قرار إسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ عيسى قاسم،"غير مبرر" وفق القانون الدولي، كما أبدت الولايات المتحدة قلقها بشأن هذا الإجراء.

يرى بعض المحللين السياسيين أن نظام آل سعود قد وجه رسالة إلى الأقربين والأبعدين، وأولهم إيران. وهذه الرسالة تشير إلى أن النظام السعودي لا يفتح أي باب للتسوية في أي ملف من الملفات الملتهبة في المنطقة. على العكس من ذلك، فإنه يريد التصعيد.

وهنا لابد من القول بأن مطالب الشعب البحريني السلمية وضعت النظام التابع لآل سعود في مواجهة المشروع الشعبيّ الذي يطالب بإسقاطه ومحاكمته والقصاص منه على الجرائم التي ارتكبها بقسوة بالغة، و الإجراءات القمعيّة البحرينية المدعومة سعودياً زادت وعمّقت الهوّة بين الناس والنظام الحاكم، وكرّست المطالب الشعبيّة بالتغيير الجذريّ.

ما ترتكبه سلطات آل سعود بات يشكل جريمة حرب بحق الانسانية فقد امتد ظلمهم على مساحة الكرة الأرضية حيث لم تعد تجد مكاناً فيه متطرفين إلا وآل سعود يقومون بدعمهم وكل ذلك عبر فكر وهابي متطرف ومال قذر وسلاح مستورد عبر دول الغرب.