بعد  المواقف النبيلة التي وقفها النائب البريطاني جورج غالوي , أقدم له تحية طيبة من أعماق قلبي ,مقرونة بالكثير من الامتنان والإعجاب والتقدير لجهوده ومؤازرته لقضايا أمتنا العربية ,وأقدم له عربون محبة مني ومن ملايين العرب الذين يجدون فيه شخصية الإنسان الشجاع والوطني والصادق المحب للخير ومساعدة المنكوبين .

وأمام هذه التضحية من غالوي , أقول : هل أصبح الدم العربي يجري في عروقه أكثر من العروبيين أنفسهم ؟ ومن الذين ينطقون بلغة الضاد ويتاجرون بقضايا أمتنا , وينتمون للعروبة دما ولحما وأصالة ؟ أم أننا أصبحنا نعيش الذل والهوان الذي ارتضيناه لأنفسنا مستسلمين ومحبطين ؟ وأصبح يطلق علينا ب ( أشباه العرب ) , خاصة وأن البعض قد شك به وقالوا بأن أصله عربي أصيل , هنا شعرت بغصة في قلبي وقلت : الحمد لله إنه ليس عربي , فلو كان عربي لما فعل ذلك 

إن هذه المواقف التي تعبر عن مصداقية الرجل وإنسانيته بعيدا عن الجنس والدين , فهو قبل كل شيء إنسان بكل معنى الكلمة , ومشاعره الطيبة ونظرته العادلة تجاه القضايا العربية , وهذه الشخصية تلقى كل الإعجاب والترحيب والتقدير من المحيط إلى الخليج , فهو يتحدث عن الحقوق العربية المغتصبة بطريقة لم يتحدث عنها أي مسؤول عربي .

لهذا وجدت أن ما يحز في نفسي خنوع بعض الأنظمة العربية ورضوخها وعجزها عن تحرير فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي رغم أن عدد العرب يزيد عن المليار نسمة .

ورغم ذلك أقول : إن فلسطين عربية والقدس عاصمتها الأبدية , ولا يمكن التفريط بها , فهي كنز وثروة للعرب , ولو أراد العرب مساعدة فلسطين ببعض مايملكون لجعلوا منها دولة قوية محررة منذ سنين طويلة , أم أن العرب ينتظرون أشخاصا آخرين مثل جورج غالوي وغيره  لتحريرها ؟؟؟

بقلم : مي حميدوش