دام برس - لجين اسماعيل :
أناس سبقت ظلّها و اختارت من الشمس طريقاً لها .... سطّرت أروع ملاحم البطولة فخلّد التاريخ ذكراهم ... و حفر اسمهم في الأذهان و القلوب .... مسرحية الطريق إلى الشمس كانت مزيج ألوان .. جمعت الفن و الغناء و الرقص و التمثيل ، مثّلت البانوراما التاريخية التي استوحاها أبطالها من نضال الشعب السوري ابتداء بمرحلة الاحتلال العثماني و مروراً بالاحتلال الفرنسي و ما رافقه من ثورات ضد هذا المحتل .. لتصل أحداث المسرحية إلى ما تمرّ به الأرض العربية و سورية خاصة من مؤامرات على هذا الشعب العظيم .
وأشارت الفنانة نورا رحّال بطلة العرض التي تجسد شخصية "ميثا " موضحة بأنها شخصية واقعية تشبه " نورا " إلى حدٍّ ما ، كما أعربت عن السعادة التي تغمرها كونها قد أتيح لها مثل هذا الدور بعد غياب ... وقالت : " جئت اليوم و في هذا الوقت العصيب الذي تمرُّ به سورية لنثبت للعالم أننا هنا ... و أن الفن لا يموت أو ينطفئ حيث يبقى الوسيلة التعبيرية لاستنهاض وعي الشعوب .
ويذكر بأن شخصية واقعية كانت حكايتها مع الوالي التركي ممدوح باشا سببا لبداية الثورات ضد الاحتلال العثماني حيث تتحول ميثا التي هي من لحم ودم في التاريخ الى الرمز فتكون هي الارض والامل حتى يرحل الاحتلال العثماني.
و الموسيقار طاهر مامللي رأى بأن هذه المسرحية تحمل بين أفكارها و تمثيلها ، غنائها و رقصها رسالة فنية سياسية تقول للعالم بأنه و رغم الحرب التي تعصف بالبلاد ... و بالرغم من الظرف القاسي المؤلم ... لازلنا كسوريين و سنبقى نصنع الفن في زمن الحرب ، و نقول بآلاتنا الموسيقية و حناجرنا بأننا كالبندقية ... فصانعي الفن جبهة أخرى لصد استهدافات من يحاول النيل من سورية .
جوان قره جولي مدير عام دار الأسد للثقافة و الفنون أشار إلى أنه لا يخفى على أحد بأن مركز هذا الكون الشمس إلا أن من يمعن النظر و يدقق يدرك بأن مركز العالم سورية ... و سورية تعني الشمس موضحا بأنه و عبر حقب مضت كان ثمن الحفاظ عليها غالٍ لذا توجّه بالتحية لكل من استشهد على مرّ التاريخ لنبقى نحن على هذا المسرح .
والفنان أحمد مللي أشاد بأعمال ممدوح الأطرش واصفا إيّاها بالوطني ، و قال " الله يرحم جميع شهداء سورية و يجعل الجنة مثواهم " فهم حماة الديار الذين اختاروا طريق الشهادة طريق الشمس ، و أوضح بأن هذا العمل لاشكّ يحمل في مضامينه الكثير من العبر و العظات متمنياً أن تأثر القلوب و النفوس و ترسخ معاني الشهادة و الشهيد و تجعلهم مصممين على الاستمرارية .
مها الاطرش معيدة في المعهد العالي للفنون المسرحية أشارت إلى أن هذا العمل أعطاها فرصة لتكون في موقع المسؤولية وتدير فرقة كاملة ، موضحة بأنها التجربة الأولى و قد تأثرت بالجمهور الذي ملأ بحناجره و تفاعله أروقة الدار ، فالأمل مازال موجوداً
حسين عطفة رأى بأن هذا العمل الاستعراضي كونه التجربة الأولى تتيح أمامه الكثير من الفرص ، في إطار تطوير المسرح الغنائي القديم الذي تضاءل عمله بسبب الظروف الحالية ، و أكد على أن العمل ترسيخٌ لمعاني الحب و الخير و الجمال .
تصوير : تغريد محمد